السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بات من اللافت هذه الأيام في كبرى مدن الولايات المتحدة، وفي دول الخليج العربي، ولاسيما في دبي، مشاهدة سيارات ذات ألوان تتغيّر كلّ لحظة حسب درجة مقابلة الشمس، حيث يطلق عليها إسم "السيارات الحرباء".
ففي دبي، ورغم أنّ التسويق بلغ درجة عالية من الأداء، إلا أنّ الأمر يقتصر في معظم الأحوال على تغيير ألوان سيارة شركة محددة مرة في الأسبوع لتتواءم مع الحملة الإعلانية المستهدفة
أما في الولايات المتحدة، فإنّ الأمر يختلف، حيث أنّ هناك شركات محددة تتمتّع "بالحقّ" الحصري في تغيير ألوان سياراتها كلّ لحظة، بل كلّ رمشة عين، بمجرد تغيّر اتجاه السيارة أو عند تغيير سرعة دوران إطارها.
أشهر تلك الشركات هو ماري كي للتجميل، حيث أنّ سياراتها تجوب شوارع الولايات المتحدة، وعادة ما تدخل الارتباك على من يشاهدها، حيث أنّ لونها يتغير من وردي إلى رمادي أو أبيض.
وإذا كنت تريد أن تصبح سيارتك حرباء فيتعين عليك قبل كل شيء أن تجد لك وظيفة لدى الشركة التي تتمتع بالحق الحصري في تغيير ألوان أسطولها.
بهذا المنطق، الوردي لم يعد ورديا، والأسود لن يظلّ أسود، ومع كلّ دوران للإطار يمكن أن يصبح ذلك اللون أحمر أو ذهبيا أو بنفسجيا.
السرّ في ذلك هو إضافة طبقات من ألوان مختلفة على الطبقة المعدنية ذات اللون"الأصلي" التي تغطّى بها السيارة عند طلائها.
والطريقة المعمول بها، والتي مازال يعمل بها عند طلاء السيارات، هو تغطيتها بواسطة طبقة معدنية من لون واحد، والطبقة تضفي على الطلاء بعدا ساطعا وعميقا.
وفي حالة رأيت لونا ورديا متبدلا فذلك يعني أنّه تمّ استخدام طبقة أساسية وردية، مع طبقة من اللون الفضي.
ويتعين في هذه الحالة إضافة مواد أخرى على الطبقة الأساسية، والطبقات الإضافية.. وعلى أية حال فهو أمر مكلّف.
لكن ذلك لا يعني شيئا في "بزنس" اليوم.. فتحميل الثمن على فاتورة المشتري أمر هيّن، بل ومرغوب فيه.
هذا، وقد انتشرت شركات مختصة في هذه الأعمال بالولايات المتحدة، بعضها يختص بتلوين السيارة بألوان عهدناها لدى الفراشات والعصافير ذات الألوان الربيعية المنعشة.
ومن ضمن 26 مصنعا تابعا لجنرال موتورز، هناك خمسة فقط يمكنها طلاء السيارات بالألوان الثلاثية، اعتمادا على فنانين مهمتهم الأساسية هو التكهّن باللون الذي سيشكّل موضة في غضون خمس سنوات، وحتى أكثر.
وحتى الآن، يبدو اللون البرتقالي مفضلا، وسيبقى كذلك إلى فترة أخرى، وفقا للمختصين. حيث أنّه تمّ إنتاج طلاء برتقالي صالح حتى 2010، لاسيما أنه يوجد في جميع الموديلات.
ويقول المختصون إنّ الألوان "الطبيعية"، وهي لدى الإنسان العادي اللونان الرمادي والبني، استفادت كثيرا من التكنولوجيا الحديثة.
ومن دون شكّ، فإنّ اللون المرشّح للاكتساح قريبا هو اللون الأخضر، مع تنامي الاهتمام بالسيارات الخضراء، صديقة البيئة.
أما شركة فورد فتعمل بقوة على إضفاء مزيد من الألق على اللون الأسود، الذي يبقى رمز الوقار.