الاضطرابات النفسية الشائعة بين الاطفال

بسم الله الرحمن الرحيم
يعاني الأطفال من بعض الاضطرابات النفسية التي تتظاهر على شكل حالات مرضية يمكن أن تؤثر على الطفل وأفراد أسرته ان لم يتم التعامل مع هذه الحالات بشكل سليم ومن أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا عند الأطفال نذكر:
1- اضطرابات التخلص من الفضلات كالتبول اللاارادي والتبرز اللاارادي أيضا :
أ- التبول اللاارادي : عادة يمكن للطفل أن يسيطر على عملية التبول بشكل ارادي في نهاية السنة الثانية من العمر والتبول اللاارادي ينقسم الى نوعين :
ففي النوع الأول لا يتمكن الطفل من السيطرة على التبول في السن الطبيعية ويستمر ذلك معه أثناء نموه .. وفي النوع الثاني المكتسب يحدث اضطرابات التبول بعد أن يكون الطفل قد تمكن فعلا من السيطرة على التبول ، هذا التبول المكتسب الذي لا تسببه أمراض عضوية يبدأ ما بعد مرحلة البلوغ ، وترجع اسبابه الى عوامل نفسية كتوتر العلاقات بين أفراد الأسرة في البيوت المضطربة التي تسود فيها الفوضى أو افتقاد الأمان أو فقدان أحد الوالدين أو بسبب الغيرة لمجيء اخ جديد او عقب الاصابة بالأمراض العضوية أو العمليات الجراحية .
ب- الامساك : غالبا ما ترجع أسبابه الى تشدد الوالدين وقلقهما الزائد بخصوص عملية افراغ فضلات أمعاء أطفالهم وكثيرا ما تقوم المشادات بين الأم وطفلها من أجل هذا الأمر ومنها يتعلم الطفل كيف يصبح عنيدا ويسيطر على أمه بالتمنع عن الاخراج وكلما قل الاهتمام وزال القلق من جهة الوالدين تم الأمر في سهولة أكثر .
ج- التبرز اللاارادي :تعتبر هذه الحالة نادرة نسبيا ويقصد بها تبرز الطفل في أماكن و أوقات غير مناسبة ويحدث هذا الأمر في الذكور أكثر من الاناث وهذه الحالة تسبب التوتر الشديد في محيط الأسرة وتعيق التطور الاجتماعي الطبيعي للطفل .
2- مشاكل التغذية:
فقدان الشهية للطعام:
فقدان الشهية أو رفض الطفل للطعام في غياب الأمراض العضوية يرجع للأسباب التالية :
أ-رغبة الطفل في لفت الأنظار اليه فكلما وجد الأهل يهتمون بقلق لموضوع تناوله للطعام من عدمه يلجأ الى رفض الطعام للسيطرة عليهم وابتزازهم زاجبارهم على تلبية مطالبه والرضوخ لرغباته .
ب- السليبة أو المقاومة حيث يكون رفض الطعام هو أحد مظاهر السلوك السلبي وهذا ليس بالشيء النادر بين عمر السنتين والثلاث سنوات فهذه الفترة تسمى مرحلة المقاومة.
ج- أحلام اليقظة : حيث يغرق الطفل في السرحان والخيال بدرجة أنه لايفكر بالأكل.
د- القلق والتعاسة في حياة الطفل يؤثران على شهيته .
ه- تأثير الوالدين حيث أن كثرة الشجار بين الوالدين وتهديدهما للطفل بالعقاب ومعاملتهم القاسية له تفقده الشهية وأحيانا ينتهز الوالدين وقت تحلق الأسرة حول المائدة لتوبيخ الطفل ونهره لسلوك سابق أو توبيخه أو بتوجيه نصائح متكررة عليه فيصاب بالحرج أمام الآخرين فيفقد الشهية ويرفض الطعام وكلما زاد توتر الوالدين وظهرت عصبيتهما تشيث الطفل في رفض الطعام .
النهم (الشراهة ):عادة ما يلجأ الأطفال المحرومون من العطف والحنان الى التهام الطعام بكثرة كنوع من التعويض.

3-اضطرابات النوم :
أ- الأرق: ترجع أسبابه عادة الى القلق والتوتر العاطفي كذلك يسببه الخوف والوحدة في الظلام وما يسمعه الطفل من قصص عن الأشباح أو مايشاهده في التلفزيون من مسلسلات الرعب والعنف ولا يجب أن يدفع الطفل الى النوم بقسوة كنوع من العقاب.
ب- التجول الليلي : في هذه الحالة يتجول الطفل ويكون نشط البدن بينما هو في حالة من تعتيم في الوعي ويسير النائم مغمض العينين أو مفتوح العينين أحيانا كما أنه يرد على الأسئلة الملقاة عليه ببطء وبصوت منخفض وغالبا لا يؤذي الطفل نفسه أثناء هذه الحالة وأسباب هذه الحالة معاناة الطفل من القلق والتوتر الشديدين كما أنه يحاول في بعض الأحيان استعادة بعض التجارب السابقة ليعيشها أو يقو م باشباع بعض الرغبات التي لا يستطيع أن يشبعها في حالة اليقظة الطبيعية .
ج- الفزع الليلي : هنا يستيقظ الطفل من النوم في حالة فزع شديد يصب منه العرق البارد ويكون شاحب اللون محدقا في الفراغ ولا يكون الطفل في حالة استيقاظ كاملة بل في حالة من النوم الخفيف وهو يستجيب لطمأنة أهله ويعود للنوم وفي الصباح لا يتذكر شيئا مما حدث اثناء الليل وتنتج حالات الفزع الليلي عن حدة طبع الوالدين أو الشقاق بينهما أو قسوتهما عليه .

4- الاضطرابات السلوكية والعاطفية :
في الطفولة يظهر على الطفل الغضب على هيئة تقلبات المزاج الاندفاعية كالصراخ والقاء الجسم على الأرض وتحريك أعضاء الجسم في اتجاهات مختلفة والركل بالقدمين والضرب باليدين واضطرابات في التكيف العاطفي ويعتبر هذا السلوك أيضا تنفيسا للرغبات العاطفية المكبوتة .
النشاط الحركي الزائد : يبدي الطفل نشاطا بدنيا زائدا ومستمرا فيكون غير مستقر ،مشاكس ،مندفع ، يحدث الضوضاء ، مشتت الانتباه بحيث يصعب أو يستحيل جلب انتباهه أو تركيزه على نشاط معين.. ويعتبر هذا النشاط الحركي الزائد عقبة كبيرة أمام اكتساب السلوك الاجتماعي وكذلك التعلم .
الغيرة : تعاني البنات من الغيرة أكثر من الأولاد وبالأخص عندما يتعرض لمواقف التنافس وتغار الأخت من أخيها اذا كان هناك تفرقة في المعاملة بينهما كما يغار الأطفال عندما يهددونهم بقدوم أخ جديد لهم .
الكذب :يظهر الكذب أول الأمر ما بين السنة الثانية والرابعة من العمر وذلك لانشغال الطفل في الخيال واستغراقه في التصورات وهو يصف هذه التخيلات ويبالغ في ذلك وكأنها حقيقة وقعت له ولا يعتبر هذا الكذب مقصود به الخداع .أما الكذب الحقيقي فهو الذي يحاول الطفل به التهرب من عقاب متوقع أو للتهرب من المواقف المحرجة ويقول الطفل الأكاذيب وهو يعلم تماما أنه لا يقول الحقيقة كذلك يخترع الأطفال بعض الحكايات ويلفقون الأحداث لجذب الاهتمام اليهم والشعور بالأهمية بين أقرانهم وهذا يحدث من الأطفال الذين يشعرون بالنقص والدونية كمحاولة للتعويض.